فُجع اليمنيون، وخصوصاً أبناء منطقة تهامة، مساء الخميس 1 مايو 2025، بوفاة القائد الوطني والرمز التهامي الشيخ عبدالرحمن حجري، الذي يعتبر من أبرز الأصوات المدافعة عن قضية تهامة وقاد الحراك السلمي والمقاومة التهامية لعدة سنوات. وحسب ما أفادت به مصادر قريبة من عائلته، فقد حدثت الوفاة في العاصمة المصرية القاهرة بعد تدهور مفاجئ في حالته الصحية، مما استدعى نقله إلى أحد المستشفيات هناك، حيث توفي وسط ظروف غامضة.
وفاة عبدالرحمن حجري، قائد المقاومة في تهامة.
صدرت الأنباء الرسمية عن وفاة عبدالرحمن حجري تحت عنوان “أزمة صحية مفاجئة”، حيث أفادت عائلته أن حالته الصحية تدهورت بشكل مفاجئ وغير متوقع صباح يوم الخميس. ومع ذلك، فإن طبيعة هذا التدهور وسرعته، وفقاً لمصادر طبية غير رسمية، لم تكن مبررة طبياً، مما أطلق العنان لتكهنات واسعة حول احتمال وجود ظروف غير طبيعية وراء الوفاة.
تم الإعلان عن الترتيبات لنقل جثمانه إلى اليمن ليوارى الثرى، على أن يتم تحديد موعد الصلاة عليه في مسقط رأسه لاحقًا، في أجواء يتوقع أن تكون مهيبة، حيث يشارك فيها الآلاف من أبناء تهامة الذين كانوا يعتبرونه قائدًا وأبًا روحيًا.
سبب وفاة عبدالرحمن حجري قائد المقاومة التهامية هو…
على الرغم من عدم توفر معلومات رسمية دقيقة، إلا أن منصات التواصل الاجتماعي شهدت انتشار أنباء تتحدث عن رفض الشيخ حجري الامتثال لأوامر طارق عفاش، نجل شقيق الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، الذي يُعرف بنفوذه العسكري في اليمن، خاصة في مناطق الساحل الغربي.
حسب مصادر، فقد عبّر حجري في عدة مناسبات عن رفضه القاطع لوضع أبناء تهامة تحت قيادة ليست تهامية، مما أدى إلى مواجهته بهدوء مع عفاش وبعض القوى النافذة.
في هذا السياق، يتم تناول فرضية تفيد بأن وفاة حجري قد تكون ناتجة عن “تصفية غير مباشرة”، بأساليب تُشبه ممارسات أجهزة الاستخبارات المعروفة، مثل التسميم البطيء أو الحقن التي قد تؤدي إلى سكتات صحية قاتلة، لا سيما مع الإشارة إلى اسم عمار عفاش، الأخ الأصغر لطارق، في هذه الروايات.
من هو عبدالرحمن حجري؟.. صوت تهامة الجريء
لم يكن الشيخ عبدالرحمن حجري مجرد قائد سياسي أو شخصية قبلية، بل أصبح رمزًا لكل أبناء تهامة الذين يشعرون بأن أصواتهم غير مسموعة وأن قضاياهم لا تُعتَبر بجدية. قاد حجري الحراك السلمي ومقاومة التهامة على مدى سنوات، محاربًا من أجل حقوقهم ورافعًا علم تهامة في وجه الإقصاء والتهميش والهيمنة المركزية. وكان في كل خطاباته يجسد أن تهامة ليست مجرد أرض، بل هي كرامة وهوية.
أبرز مواقف وإنجازات الشيخ حجري:
- رفضه المستمر لجعل أبناء تهامة وسيلة في صراعات الآخرين.
- مطالبته المستمرة بزيادة تمكين التهاميين من الناحيتين السياسية والعسكرية في مناطقهم.
- مواجهته لمحاولات إذابة الهوية التهامية ضمن مشاريع تابعة لقوى من خارج المنطقة.
- مشاركته في المؤتمرات الدولية كممثل عن الحراك التهامي، حيث عبر عن معاناة السكان وتناول قضاياهم.
- إشرافه على مشاريع إنسانية في منطقة تهامة على الرغم من الظروف الأمنية القاسية.
كيف استقبلت تهامة خبر رحيله؟
عند إعلان خبر وفاته، سادت مشاعر الحزن والدهشة والشك في معظم مدن وقرى تهامة، وانتشرت عبارات النعي على مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبحت بمثابة دفتر عزاء مفتوح. كتب الآلاف من أهالي تهامة رسائل تعزية مؤثرة، معبرين عن شعورهم بالخسارة لشخصية فريدة كانت تمثلهم في جميع المجالات.
دعا العديد من الناشطين إلى إجراء تحقيق علني وشفاف حول ظروف الوفاة، خاصة بعد الاتهامات التي تشير إلى أن الشيخ حجري قد وُجه نحو هذا المصير بسبب مواقفه السياسية القوية.
كلمة وداع لرمز تهامة
ذهب الصوت الذي كان ينادي باسمنا، الرجل الذي آمن بتهامة كأرض وشعب وكرامة.. رحل عبدالرحمن حجري جسدياً، لكنه سيظل روحاً في كل من اهتم بالأرض وناضل من أجلها”، بهذه العبارات ودّعه أحد مؤيديه على منصة “إكس”، وهي كلمات تعكس أثر الشيخ حجري الذي لم يكن مجرد زعيم، بل قدوة ومُلهم لكل من يحلم بالعدالة والحرية والكرامة في اليمن.
ختاماً
بوفاة الشيخ عبدالرحمن حجري، تفقد تهامة قائدًا فريدًا وصوتًا نزيهًا دافع عنها حين صمت الجميع. وعلى الرغم من الغموض الذي يحيط بظروف وفاته، فإن اسمه سيظل مرتبطًا في ذاكرة أبناء تهامة كرمز للصمود والكرامة ورفض التبعية.